فصل: السنة الثالثة والأربعون من خلافة المستنصر وهي سنة سبعين وأربعمائة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **


 السنة الثالثة والأربعون من خلافة المستنصر وهي سنة سبعين وأربعمائة

فيها ورد كتاب ارتق بك على الخليفة المقتدي العباسي بأخذه بلاد القرامطة‏.‏

وفيها توفيت بنت الوزير نظام الملك وزوجة الوزير عميد الدولة وجلس الوزير وولده للعزاء‏.‏

ونظام الملك وزير السلطان ملكشاه وعميد الدولة وزير الخليفة المقتدي بالله وكان عميد وفيها توفي أحمد بن عبد الملك بن علي الحافظ أبو صالح النيسابوري المؤذن‏.‏

ولد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وسمع الحديث الكثير وصنف الأبواب والشيوخ وكان يؤذن ويعظ وكان شيخ الصوفية في وقته علمًا وعملًا وصدقًا وثقة وأمانة‏.‏

وفيها توفي عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن محمد بن عيسى بن أحمد أبو جعفر بن أبي موسى الشريف الهاشمي إمام الحنابلة وعالمهم في زمانه‏.‏

ولد سنة إحدى عشرة وأربعمائة‏.‏

وكان عالمًا ورعًا فاضلًا تفقه على القاضي أبي يعلى‏.‏

وكان يشهد ثم ترك الشهادة‏.‏

وكان صدوقًا ثقة زاهدًا عابدًا مصنفًا‏.‏

مات بنيسابور في شهر رمضان‏.‏

وفيها توفي أحمد بن محمد ابن أحمد بن عبد الله بن النفور الحافظ أبو الحسن البزاز‏.‏

مات ببغداد في شهر رجب وله تسعون سنة‏.‏

وكان إمامًا محدثًا فاضلًا بارعًا‏.‏

وفيها توفي الحسين بن محمد ابن أحمد بن طلاب أبو نصر خطيب دمشق في صفر بها وله إحدى وتسعون سنة‏.‏

وكان إمامًا بارعًا محدثًا فصيحًا خطيبًا‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع واثنتان وعشرون إصبعًا‏.‏

وفتح الخليج في سابع عشر مسرى والماء على اثنتي عشرة إصبعًا من ست عشرة ذراعًا‏.‏

وأوفى في رابع أيام النسيء وبلغ سبع عشرة ذراعًا السنة الرابعة والأربعون من خلافة المستنصر وهي سنة إحدى وسبعين وأربعمائة‏.‏

فيها توفي إبراهيم بن علي بن الحسين أبو إسحاق شيخ الصوفية بالشام‏.‏

سمع الحديث وكان صاحب رياضات ومجاهدات‏.‏

أقام بصور أربعين سنة ومات بدمشق‏.‏

وفيها توفي الحسن بن أحمد بن عبد الله أبو علي بن البناء الحنبلي‏.‏

ولد سنة سبع وتسعين وثلاثمائة‏.‏

وبرع في الفقه وغيره وصنف في كل فن‏.‏

وكان يقول‏:‏ صنفت خمسين ومائة مصنف‏.‏

وكانت وفاته في شهر رجب هذه السنة‏.‏

وفيها توفي الحسين بن أحمد بن عقيل بن محمد أبو علي بن ريش الدمشقي‏.‏

مات بدمشق في جمادى الآخرة‏.‏

وكان ثقة صدوقًا فاضلًا أديبًا‏.‏

وفيها توفي سعد بن علي بن محمد بن علي بن الحسين الحافظ أبو القاسم الزنجاني الصوفي‏.‏

ولد سنة ثمانين وثلاثمائة وطاف البلاد وسمع الكثير‏.‏

وانقطع في آخر عمره بمكة وصار شيخ الحرم‏.‏

وفيها توفي عبد القاهر بن عبد الرحمن أبو بكر الجرجاني النحوي شيخ العربية في زمانه‏.‏

كان إمامًا بارعًا مفتنًا‏.‏

انتهت إليه رياسة النحاة في زمانه‏.‏

الماء القديم خمس أذرع وسبع وعشرون إصبعًا‏.‏

وفتح الخليج في سابع عشرين مسرى والماء على ثماني عشرة إصبعًا من ست عشرة ذراعًا‏.‏

وكان الوفاء في ثالث توت بعد ما توقف ولم يزد إلى عاشر مسرى‏.‏

وكان مبلغ الزيادة في هذه السنة سبع عشرة ذراعًا وعشرين إصبعًا ونقص في خامس بابة‏.‏

السنة الخامسة والأربعون من خلافة المستنصر وهي سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة‏.‏

فيها توفي منصور بن بهرام الأمير نظام الملك صاحب ميافارقين من ديار بكر وملك بعده ابنه ناصر الدولة‏.‏

وفيها توفي هياج بن عبيد بن الحسين أبو محمد الحطيني الزاهد - وحطين‏:‏ قرية غربي طبرية‏.‏

ويقال‏:‏ إن قبر شعيب عليه السلام بها وبنته صفوراء زوجة موسى عليه السلام أيضًا بها‏.‏

وحطين بكسر الحاء المهملة وفتحها -‏.‏

وكان هياج المذكور إمامًا زاهدًا‏.‏

سمع الحديث وبرع وجاور بمكة وصار فقيه الحرم ومفتي مكة‏.‏

وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا ويأكل في كل ثلاثة أيام مرة ويعتمر في كل يوم ثلاث مرات على قدميه‏.‏

وأقام بالحرم أربعين سنة لم يحدث فيه وكان يخرج إلى الحل ويقضي حاجته‏.‏

وكان يزور النبي صلى الله عليه وسلم في كل سنة ماشيًا وكان يزور عبد الله بن عباس في كل سنة مرة بالطائف ويأكل أكلة بالطائف وأخرى بمكة وما كان يدخر شيئًا ولم يكن له غير ثوب واحد‏.‏

وفيه قال بعضهم‏:‏ الوافر أقول لمكة ابتهجي وتيهي على الدنيا بهياج الفقيه إمام طلق الدنيا ثلاثًا فلا طمع لها من بعد فيه وكان سبب موته أن بعض الرافضة شكا إلى صاحب مكة محمد بن أبي هاشم قال‏:‏ إن أهل السنة يستطيلون علينا بهياح وكان صاحب مكة المذكور رافضيًا خبيثًا فأخذه وضربه ضربًا عظيمًا على كبر سنه فبقي أيامًا ومات وقد نيف على الثمانين سنة ودفن إلى جانب الفضيل بن عياض رحمة الله عليهما‏.‏

ولما مات قال بعض العلماء‏:‏ لو ظفرت النصارى بهياج لما فعلوا فيه ما فعله به صاحب مكة هذا الخبيث‏!‏‏.‏

قلت‏:‏ وهم الآن على هذا المذهب سوى أن الله تعالى قمعهم بالدولة التركية ونصر أهل السنة عليهم وجعلهم رعايا ليس لهم بمكة الآن غير مجرد الاسم‏.‏

وفيها توفي الحسن بن عبد الرحمن أبو علي الفقيه المكي الشافعي في ذي القعدة وكان من الفضلاء‏.‏

وفيها توفي أبو عبد الله يحيى بن أبي مسعود عبد العزيز بن محمد الفارسي بهراة في شوال وكان إمامًا فقيهًا نحويًا محدثًا‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم لم يتحرر فإنه زاد في بؤونة خمس أذرع ثم نقص ثلاث أذرع ولم يزد إلى ثاني عشرين أبيب‏.‏

وفتح الخليج في عشرين مسرى والماء على تسع عشرة إصبعًا من ست عشرة ذراعًا‏.‏

وكثرت زيادته في توت وانتهى إلى خمس عشرة ذراعًا وثماني عشرة إصبعًا ثم نقص في ثاني بابة‏.‏

السنة السادسة والأربعون من خلافة المستنصر وهي سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة‏.‏

فيها وصل السلطان ملكشاه السلجوقي إلى الري لقتال ابن عمه سلطان شاه بن قاورد بك فخرج إليه سلطان شاه مستأمنًا وقبل الأرض بين يديه‏.‏

فقام السلطان ملكشاه له وأجلسه بجانيه وتحالفا وزوجه ابنته وعاد السلطان ملكشاه إلى أصبهان‏.‏

وفيها ملك جلال الملك أبو الحسن بن عمار قاضي طرابلس وصاحبها حصن جبلة‏.‏

وكان ابن عمار هذا قاضي طرابلس وصاحبها غلب على تلك البلاد سنين وعجز بدر الجمالي أمير الجيوش عن مقاومته‏.‏

وفيها عزل المقتدي بالله العباسي وزيره عميد الدولة واستوزر أبا شجاع محمد بن الحسين الروذراوري وكان صالحًا عفيفًا دينًا‏.‏

فهجاه الموصلي فقال‏:‏ الكامل ما استبدلوا ابن جهير في ديوانهم بأبي شجاع لرفعة وجلال لكن رأوه أشح أهل زمانه فاستوزروه لحفظ بيت المال وفيها توفي محمد بن الحسين بن عبد الله بن أحمد بن يوسف بن الشبلي أبو علي الشاعر البغدادي كان شاعرًا مجيدًا ومات في المحرم‏.‏

ومن شعره‏:‏ الكامل لا تظهرن لعاذل أو عاذر حاليك في السراء والضراء فلرحمة المتوجعين مرارة في القلب مثل شماتة الأعداء وفيها توفي محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس الأمير الشاعر‏.‏

كان أحد شعراء الشاميين وفحولهم المجيدين وكان له ديوان شعر‏.‏

ومات بدمشق في شعبان وقد جاوز الثمانين سنة‏.‏

وأنشد له ابن عساكر قصيدة أولها‏:‏ الكامل أسكان نعمان الأراك تيقنوا بأنكم في ربع قلبي سكان قال ابن خلكان‏:‏ كان أبوه قاضيًا باليمن سني المذهب ثم ذكر عنه فضيلة وأشياء أخر تدل على أنه كان رافضيًا خبيثًا إلى أن قال‏:‏ ثم إنه صار يحج بالناس على طريق السراة والطائف خمس عشرة سنة‏.‏

انتهى كلام ابن خلكان‏.‏

قلت‏:‏ وتغلب على اليمن حتى ملكه وجعل كرسي ملكه بصنعاء وبنى عدة قصور وطالت أيامه ودخل سنة خمس وخمسين وأربعمائة إلى مكة واستعمل الجميل مع أهلها ورخصت الأسعار وأحبه الناس لتواضع كان فيه‏.‏

ودخل معه مكة زوجته الحرة التي كان خطب لها على منابر اليمن وأقام بمكة شهرًا ثم رحل‏.‏

وكان يركب فرسًا بألف دينار وعلى رأسه العصائب‏.‏

وإذا ركبت زوجته الحرة ركبت في مائتي جارية بالحلي والجواهر وبين يديها الجنائب بالسروج الذهب‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وإحدى وعشرون إصبعًا‏.‏

وفتح الخليج في خامس توت والماء على خمس عشرة إصبعًا من ست عشرة ذراعًا‏.‏

وكان الوفاء في خامس عشرين توت‏.‏

وكان مبلغ الزيادة في هذه السنة ست عشرة ذراعًا وخمس عشرة إصبعًا‏.‏

ونقص في ثالث بابة‏.‏

السنة السابعة والأربعون من خلافة المستنصر فيها توفي داود ولد السلطان ملكشاه السلجوقي في يوم الخميس حادي عشرين في الحجة بأصبهان وحزن عليه والده ملكشاه حزنًا جاوز الحد وفعل في مصابه مالم يسمع بمثله ورام قتل نفسه دفعات وخواصه تمنعه من ذلك ولم يمكن من أخذه وغسله لقلة صبره على فراقه حتى تغير وكادت رائحته تظهر فحينئذ مكن منه‏.‏

وامتنع عن الطعام والشراب‏.‏

واجتمع الأتراك والتركمان في دار المملكة وجزوا شعورهم واقتدى بهم نساء الحواشي والحشم والأتباع والخدم وجرت نواصي الخيول وقلبت السروج وأقيمت الخيول مسودات وكذا النساء المذكورات وأقام أهل البلد المأتم في منازلهم وأسواقهم‏.‏

وبقيت الحال على هذا سبعة أيام حتى كلمه أرباب الدولة في منع ذلك وأرسل إليه الخليفة يحثه على الجلوس بالديوان‏.‏

وفيها سار تتش صاحب دمشق فافتتح أنطرطوس وغيرها‏.‏

وفيها أخذ شرف الدولة صاحب الموصل حران من بني وثاب النميريين وصالحه صاحب الرهاء وخطب له بها‏.‏

وفيها تملك الأمير سديد الملك أبو الحسن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني حصن شيزر وانتزعه من الفرنج بعد أن نازلها وتسلمها بالأمان وبمال للأسقف‏.‏

فلم تزل شيزر بيده وبيد أولاده إلى أن هدمتها الزلزلة وقتلت أكثر من كان بها فعند ذلك أخذها السلطان الملك العادل نور الدين محمود الشهيد وأصلحها وجددها‏.‏

وأما سديد الملك فلم يحي بعد أن تملكها إلا نحو السنة ومات‏.‏

وكان شجاعًا فارسًا شاعرًا‏.‏

وملكها بعده ابنه أبو المرهف نصر‏.‏

وفيها توفي سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث الإمام أبو الوليد التجيبي القرطبي الباجي صاحب التصانيف‏.‏

أصله بطليوسي وانتقل آباؤه إلى باجة وهي مدينة قريبة من إشبيلية‏.‏

وولد في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة‏.‏

ورحل البلاد وحج وسافر إلى الشام وبغداد وسمع بهما الكثير‏.‏

قال القاضي عياض‏:‏ وولي قضاء مواضع من الأندلس وذكر مصنفاته وأثنى على علمه وفضله‏.‏

وفيها توفي نور الدولة دبيس بن علي بن مزيد أبو الأغر صاحب الحلة‏.‏

عاش ثمانين سنة كان فيها أميرًا نيفًا وستين سنة وكان الطبول تضرب على بابه في أوقات الصلوات وكان جوادًا ممدحًا كان محط رحال الرافضة - أخزاهم الله - وملك بعده ابنه أبو كامل بهاء الدولة منصور‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وثماني عشرة إصبعًا‏.‏

وفتح الخليج في خامس عشرين مسرى والماء على ثماني عشرة إصبعًا من ست عشرة ذراعًا‏.‏

وكان الوفاء أول أيام النسيء‏.‏

وبلغ ثماني عشرة ذراعًا وثلاث عشرة إصبعًا‏.‏

ونقص في ثالث بابه‏.‏

السنة الثامنة والأربعون من خلافة المستنصر وهي سنة خمس وسبعين وأربعمائة‏.‏

فيها شفع أرتق بك إلى تاج الدولة تتش صاحب الشام في مسمار الكلبي فأفرج عنه وسار الأمير أرتق بك إلى القدس‏.‏

وفيها فتح ابن قتلمش حصن أنطرطوس من الروم وبعث إلى ابن عمار قاضي طرابلس وصاحبها يطلب منه قاضيًا وخطيبًا‏.‏

وفيها سار مسلم بن قريش صاحب حلب إلى دمشق وحصر بها صاحبها تتش ثم عاد عنها ولم يظفر بطائل‏.‏

وفيها توفي ابن ماكولا علي بن هبة الله بن علي بن جعفر بن علكان بن محمد ابن دلف ابن الأمير أبي دلف القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل العجلي‏.‏

وعجل‏:‏ بطن من بكر بن وائل من أمة ربيعة أخي مضر ابني نزار بن معد بن عدنان‏.‏

قال شيرويه في طبقاته‏:‏ وكان يعرف بالوزير سعد الملك بن ماكولا وولد بعكبرا في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة في شعبان وكنيته أبو نصر‏.‏

قال صاحب مرآة الزمان‏:‏ الأمير الحافظ أبو نصر العجلي‏.‏

قال أبو عبد الله الحميدي‏:‏ ما راجعت أبا نصر ابن ماكولا في شيء إلا وأجابني حفظًا كأنه يقرأ من كتاب‏.‏

قلت وهو الذي صنف عن أوهام الخطيب كتابًا سماه مستمر الأوهام‏.‏

ومات في هذه السنة‏.‏

وقيل سنة تسع وسبعين وقيل سنة سبع وثمانين‏.‏

ومن شعره - رحمه الله -‏:‏ الطويل ولما توافينا تباكت قلوبنا فمسك دمع يوم ذاك كساكبه فيا كبدي الحرى البسي ثوب حسرة فراق الذي تهوينه قد كساك به وفيها توفي محمد بن أحمد بن عيسى الإمام أبو بكر السمسار‏.‏

مات في شوال‏.‏

كان إمامًا فاضلًا بارعًا سمع الحديث وبرع في فنون‏.‏

وفيها وقع الطاعون ببغداد ثم بمصر وما والاهما فمات فيه خلق كثير‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثماني عشرة ذراعًا‏.‏

ثم زاد حنى كان مبلغ الزيادة في هذه السنة خمس عشرة ذراعًا وعشر أصابع‏.‏

ثم نقص في خامس بابه‏.‏

وهي سنة ست وسبعين وأربعمائة‏.‏

فيها عزل المقتدي بالله العباسي عميد الدولة عن الوزارة‏.‏

وفيها سلم ابن صقيل قلعة بعلبك إلى تاج الدولة تتش صاحب الشام وكان مقيمًا فيها من قبل المستنصر العبيدي صاحب الترجمة وكان ذلك في صفر‏.‏

وفيها عزم تتش صاحب دمشق على مصاهرة أمير الجيوش بدر الجمالي وزير مصر وصاحب عقدها وحلها فأشار ابن عمار قاضي طرابلس وصاحبها على تتش بألا يفعل فثنى عزمه عن ذلك‏.‏

وفيها توفي سلطان شاه بن قارود بك بن داود بن ميكائيل السلجوقي صاحب كرمان وابن عم السلطان ملكشاه فقدمت أمه على ملكشاه بهدايا وأموال فأكرمها وأقر ولدها الآخر مكانه‏.‏

وفيها تغيرت نية السلطان ملكشاه على وزيره نظام الملك ثم أصلح نظام الملك أمره معه‏.‏

وفيها توفي إبراهيم بن علي بن يوسف أبو إسحاق الفيروزابادي الشيرازي الشافعي‏.‏

ولد سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وتفقه بفارس على أبي عبد الله البيضاوي وببغداد على أبي الطيب الطبري‏.‏

وسمع الحديث وكان إمامًا فقيهًا عالمًا زاهدًا‏.‏

ولما قدم خراسان في الرسالة تلقاه الناس وخرجوا إليه من نيسابور فحمل إمام الحرمين أبو المعالي الجويني غاشيته ومشى بين يديه كالخدم وقال‏:‏ أنا أفتخر بهذا‏.‏

قال أبو المظفر في المرآة‏:‏ وما عيب عليه شيء إلا دخوله النظامية وذكره الدروس بها لأن حاله في الزهد والورع خلاف ذلك‏.‏

ثم ساق له أشعارًا كثيرة‏.‏

منها في غريق في الماء‏:‏ الطويل غريق كأن الموت رق لأخذه فلان له في صورة الماء جانبه أبى الله أن أنساه دهري فإنه توفاه في الماء الذي أنا شاربه وله‏:‏ الوافر سألت الناس عن خل وفي فقالوا ما إلى هذا سبيل تمسك إن ظفرت بود حر فإن الحر في الدنيا قليل وكانت وفاته ببغداد من الجانب الشرقي‏.‏

وفيها توفي محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو طاهر بن أبي الصقر الأنباري كان محدثًا فاضلًا ثقة صدوقًا صاحب صيام وقيام‏.‏

وله شعر‏.‏

وأنشد لابن الرومي‏:‏ الكامل يا دهر صافيت اللئام مواليًا أبدًا وعاديت الأكارم عامدًا فغدرت كالميزان ترفع ناقصًا أبدًا وتخفض لا محالة زائدًا أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وسبع عشرة إصبعًا‏.‏

وفتح الخليج في ثاني النسيء‏.‏

وكان الوفاء في ثامن توت‏.‏

وكان مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وتسع أصابع‏.‏

ونقص في تاسع بابة‏.‏

السنة الخمسون من خلافة المستنصر وهي سنة سبع وسبعين وأربعمائة‏.‏

فيها بني أمير الجيوش بدر الجمالي جامع العطارين بالإسكندرية‏.‏

وسببه أن الأوحد ولد بدر الجمالي عصى عليه وتحصن بالإسكندرية‏.‏

فسار إليه أبوه بدر الجمالي حتى نزل على الإسكندرية وحاصرها شهرًا حتى طلب أهلها الأمان وفتحوا له الباب فدخلها وأخذ ابنه أسيرًا ثم بنى هذا الجامع‏.‏

وفيها توفي عبد السيدبن محمد بن عبد الواحد أبو نصر بن الصباع الفقيه الشافعي‏.‏

ولد سنة أربعمائة وتفقه وبرع حتى صار فقيه العراق وكان يقدم على أبي إسحاق الشيرازي في معرفة مذهبه‏.‏

وصنف الكتب في الفقه منها‏:‏ الشامل والكامل وتذكرة العالم و الطريق السالم‏.‏

وولي تدريس النظامية قبل أبي إسحاق عشرين يومًا‏.‏

ومات جمادى الأولى‏.‏

وفيها توفي مسلم بن قريش بن بدران الأمير أبو البركات شرف الدولة أمير بني عقيل صاحب الموصل والجزيرة وحلب‏.‏

وزوجه السلطان ألب أرسلان السلجوقي أخته‏.‏

وكان شجاعًا جوادًا ذا همة وعزم احتاج إليه الخلفاء والملوك والوزراء وخطب له على المنابر من بغداد إلى العواصم والشام‏.‏

وأقام حاكمًا على البلاد نيفًا وعشرين سنة‏.‏

ولما مدحه ابن حيوس بقصيدته التي أولها‏:‏ الكامل ما أدرك الطلبات مثل مصمم إن أقدمت أعداؤه لم يحجم فأعطاه الموصل جائزة له فأقامت في حكمه ستة أشهر‏.‏

وقتل مسلم هذا في وقعة كانت بينه وبين سليمان بن قتلمش في هذه السنة‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وأربع عشرة إصبعًا‏.‏

وفتح الخليج في رابع عشرين مسرى والماء على اثنتي عشرة إصبعًا من ست عشرة ذراعًا‏.‏

وكان الوفاء آخر أيام النسيء‏.‏

ووقف مدة ثم نقص في العشرين من توت بعد ما بلغ سبع عشرة ذراعًا وثلاث عشرة إصبعًا‏.‏

السنة الحادية والخمسون من خلافة المستنصر وهي سنة ثمان وسبعين وأربعمائة‏.‏

فيها وقع طاعون عظيم بالعراق ثم عم الدنيا فكان الرجل قاعدًا في شغله فتثور به الصفراء فتصرعه فيموت من وقته‏.‏

ثم هبت ريح سوداء ببغداد أظلمت الدنيا ولاحت نيران في أطراف السماء وأصوات هائلة فأهلكت خلقًا كثيرًا من الناس والبهائم‏.‏

فكان أهل الدرب يموتون فيسد الحرب عليهم‏.‏

قاله صاحب مرآة الزمان - رحمه الله -‏.‏

وفيها اتفق جماعة بمصر مع ولده أمير الجيوش بدر الجمالي على قتل والده وينفرد الولد بالملك ففطن به أبوه فقتل الجماعة وعفى أثر ولده ويقال‏:‏ إنه دفنه حيًا وقيل‏:‏ غرقه وقيل‏:‏ جوعه حتى مات‏.‏

وكان بدر الجمالي أرمني الجنس فاتكًا جبارًا قتل خلقا كثيرًا من العلماء وغيرهم وأقام الأذان ب حي على خير العمل وكبر على الجنائز خمسًا وكتب سب الصحابة على الحيطان‏.‏

قلت‏:‏ وبالجملة إنه كان من مساوئ الدنيا جزاه الله‏.‏

وغالب من كان بمصر في تلك الأيام كان رافضيًا خبيثًا بسبب ولاة مصر بني عبيد إلا من ثبته الله تعالى على السنة‏.‏

وفيها توفي أحمد بن الحسن بن محمد بن إبراهيم أبو بكر سبط ابن فورك وختن أبي القاسم القشيري على ابنته وكان يعظ في النظامية وكان قبيح السيرة‏.‏

وفيها توفي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف أبو المعالي الجويني الفقيه الشافعي المعروف بإمام الحرمين‏.‏

وجوين‏:‏ قرية من قرى نيسابور‏.‏

ولد سنة سبع عشرة وأربعمائة‏.‏

وتفقه على والده فأقعد مكانه وله دون العشرين من العمر فأقام الحرس وسمع بالبلاد وحج وجاور ثم عاد إلى نيسابور ودرس بها ثلاثين سنة وإليه المنبر والمحراب ويجلس للوعظ وتخرج به جماعة وصنف نهاية المطلب في رواية المذهب‏.‏

وصنف في الكلام الكتب الكثيرة‏:‏ الإرشاد وغيره‏.‏

قال صاحب مرآة الزمان‏:‏ وقال محمد بن علي تلميذ أبي المعالي الجويني‏:‏ دخلت عليه في مرضه الذي مات فيه وأسنانه تتناثر من فيه ويسقط منها الدود لا يستطاع شم فيه فقال‏:‏ هذه عقوبة اشتغالي بالكلام فاحذروه‏!‏ وكانت وفاته ليلة الأربعاء الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول عن تسع وخمسين سنة‏.‏

وفيها توفي محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الوليد أبو علي المتكلم المعتزلي شيخ المعتزلة والفلاسفة والداعية إلى مذهبهم‏.‏

وهو من أهل الكرخ وكان يدرس هذه العلوم فاضطره أهل السنة إلى أنه لزم بيته خمسين سنة لا يتجاسر أن يظهر‏.‏

ومات في ذي الحجة‏.‏

وفيها توفي محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الملك بن عبد الوهاب بن حمويه الإمام أبو عبد الله الدامغاني القاصي الحنفي‏.‏

ولد بالدامغان في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة وتفقه ببلده ثم قدم بغداد وتفقه أيضًا بالصيمري والقدوري وسمع منهما الحديث وبرع في الفقه وخص بالفضل الوافر والتواضع الزائد وارتفع وشيوخه أحياء وانتهت إليه رياسة المذهب في زمانه‏.‏

وكان فصيح العبارة مليح الإشارة غزير العلم سهل الأخلاق معظمًا عند الخلفاء والملوك‏.‏

ولي قضاء القضاة ببغداد سنة سبع وأربعين وصار رأس علماء عصره في كل مذهب‏.‏

وحسنت سيرته في القضاء حتى أقام فيه ثلاثين سنة‏.‏

ومات ليلة السبت الرابع والعشرين من شهر رجب‏.‏

وكانت جنازته عظيمة نزع العلماء طيالستهم ومشوا فيها‏.‏

وكثر أسف الناس عليه‏.‏

رحمه الله تعالى‏.‏

وفيها توفي منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأمير الرافضي أبو كامل بهاء الدولة صاحب الحلة‏.‏

مات فيها في شهر رجب وكانت ولايته ست سنين‏.‏

وقام بعده ولده سيف الدولة صدقة‏.‏

قلت‏:‏ والجميع رافضة كل واحد أنجس من الآخر عاملهم الله بما يستحقونه‏.‏

وفيها توفي هبة الله بن عبد الله بن أحمد أبو الحسن السيبي البغدادي‏.‏

سمع الحديث وتفقه وكان أديبًا شاعرًا فصيحًا‏.‏

مات في المحرم‏.‏

ومن شعره‏:‏ المتقارب رجوت الثمانين من خالقي لما جاء فيها عن المصطفى فبلغنيها وشكرًا له وزاد ثلاثًا بها أردفا وها أنا منتظر وعده لينجزه فهو أهل الوفا وفيها توفي يحيى بن محمد بن طباطبا الشريف أبو المعمر بقية شيوخ الطالبيين‏.‏

كان هو وأخوه من نسابيهم وكان فاضلًا شاعرًا فقيهًا في مذهب الشيعة‏.‏

ومات في شهر رمضان‏.‏

وهو آخر من بقي من أولاد طباطبا بالعراق ولم يعقب‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وسبع عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة يأتي ذكره لأن النيل لم يزد في هذه السنة إلى أول مسرى إلا ثلثي ذراع فقط ثم زاد في ثاني عشرين مسرى أذرعًا حتى صار في يوم النوروز على ثلاث عشرة ذراعًا وست عشرة إصبعًا‏.‏

ثم نقص إصبعين ثم ثمانيًا ثم زاد في خامس توت ست أصابع وخرج الناس إلى الجبل واستسقوا فزاد حتى بلغ ثلاث عشرة ذراعًا وتسع عشرة إصبعًا ثم نقص سبع أصابع - وقيل‏:‏ ثمانيًا - ثم زاد في عيد الصليب حتى صار على أربع عشرة ذراعًا وخمس عشرة إصبعًا‏.‏

ونقص تسع أصابع ثم زاد في أول بابة حتى بلغ خمس عشرة ذراعًا وخمس أصابع‏.‏

وكان ذلك منتهى زيادته في هذه السنة‏.‏

السنة الثانية والخمسون من خلافة المستنصر وهي سنة تسع وسبعين وأربعمائة‏.‏

فيها صاد السلطان ملكشاه أربعة آلاف غزال - وقيل‏:‏ عشرة آلاف وبنى بقرونها منارة سماها وفيها توفي ختلغ بن كنتكين الأمير أبو منصور أمير الكوفة والحاج‏.‏

ذمه محمد بن هلال الصابئ وذم سيرته في تاريخه إلا أنه كان شجاعًا وله وقائع مع العرب في البرية‏.‏

وكان محافظًا على الصلوات في الجماعة ويختم القرآن في كل يوم ويختص بالعلماء والقراء وله آثار جميلة بطريق الحجاز والمشاهد والمساجد‏.‏

ومكث في إمارة الحاج اثنتي عشرة سنة‏.‏

وفيها قتل سليمان بن قتلمش هو ابن عمة السلطان ملكشاه السلجوقي‏.‏

كان أميرًا شجاعًا فتح عدة بلاد وآخر ما فتحه إنطاكية وكان قد حاصر حلب ورجع‏.‏

وقتل مسلم بن قريش في حربه فجاءه تاج المدلة تتش والأمير أرتق بك من دمشق والتقوا معه واقتتلوا فجاء سليمان هذا سهم في وجهه فوقع عن فرسه ميتًا فدفن إلى جانب مسلم بن قريش الذي قتل في محاربته قبل ذلك بأيام‏.‏

وفيها توفي علي بن فضال بن علي أبو الحسن المغربي القيرواني‏.‏

كان فاضلًا أديبًا له نظم ونثر‏.‏

ومات بغزنة في شهر ربيع الأول‏.‏

ومن شعره قوله‏:‏ السريع إن تلقك الغربة في معشر قد أجمعوا فيك على بغضهم فدارهم ما دمت في دارهم وأرضهم ما دمت في أرضهم وفيها توفي علي بن المقلد بن نصر بن منقذ بن محمد بن مالك الأمير أبو الحسن الكناني‏.‏

كان بينه وبين ابن عمار قاضي طرابلس وصاحبها مودة وكان شجاعًا فاضلًا نحويًا لغويًا شاعرًا وكان صاحب شيزر وبها توفي‏.‏

وتولى شيزر بعده ابنه نصر بن علي‏.‏

وكان له ديوان شعر مشهور‏.‏

ومن شعره‏:‏ البسيط إذا ذكرت أياديك التي سلفت وسوء فعلي وزلاتي ومجترمي أكاد أقتل نفسي ثم يمنعني علمي بأنك مجبول على الكرم وفيها توفي أبو سعيد أحمد بن محمد بن دوست النيسابوري الفقيه المحدث الصوفي شيخ الشيوخ ببغداد‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ست أذرع وتسع عشرة إصبعًا‏.‏

وزاد في نصف بشنس ثم نقص نصف ذراع ثم زاد في أوانه حتى أوفى في ثالث أيام النسيء‏.‏

وكان مبلغ الزيادة في هذه السنة سبع عشرة ذراعًا وخمس عشرة إصبعًا‏.‏

السنة الثالثة والخمسون من خلافة المستنصر وهي سنة ثمانين وأربعمائة‏.‏

فيها بعث تتش أخو السلطان ملكشاه يقول لأخيه‏:‏ قد استولى المصريون على الساحل وضايقوا دمشق وأسأل السلطان أن يأمر آق سنقر وبوزان أن ينجداني‏.‏

فكتب ملكشاه إليهما أن ينجداه‏.‏

وكان الأمير بوزان بالرهاء وآق سنقر بحلب‏.‏

وسبب ذلك أن أمير الجيوش بدرًا الجمالي لما قوي أمره بمصر وصار هو المتحدث عن المستنصر صاحب الترجمة بهذه البلاد واسترجع كثيرًا مما كان ذهب من ممالكهم جهز جيشًا إلى الساحل‏.‏

فعظم ذلك على تتش صاحب دمشق‏.‏

وفيها بنى تاج الملك أبو الغنائم ببغداد المدرسة التاجية بباب أبرز وضاهى بها النظامية‏.‏

قلت‏:‏ ومن باب أبرز هذا أصل بني البارزي كتاب سر زماننا هذا‏.‏

كان جدهم مسلم يسكن في بغداد بباب أبرز المذكور ثم خرج من بغداد في جفلة التتار إلى حلب فسمي الأبرزي ثم خفف فسمي البارزي‏.‏

ويأتي ذكر جماعة منهم في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى‏.‏

وفيها توفي شافع بن صالح بن حاتم أبو محمد الفقيه الحنبلي‏.‏

كان إمامًا عالمًا تفقه على أبي يعلى ومات في صفر ودفن بباب حرب وكان صالحًا زاهدًا ثقة‏.‏

وفيها توفي محمد بن هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابئ أبو الحسن الملقب بغرس النعمة صاحب التاريخ المسمى ب عيون التواريخ ذيله على تاريخ أبيه وأبوه ذيله على تاريخ ثابت بن سنان‏.‏

وثابت ذيل على تاريخ محمد بن جرير الطبري‏.‏

وكان تاريخ الطبري انتهى إلى سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثمائة‏.‏

وتاريخ ثابت انتهى إلى سنة ستين وثلاثمائة‏.‏

وتاريخ هلال انتهى إلى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة‏.‏

وتاريخ غرس النعمة هذا انتهى إلى سنة تسع وسبعين وأربعمائة‏.‏

وكان غرس النعمة هذا فاضلًا أديبًا مترسلًا وله صدقة ومعروف محترمًا عند الخلفاء والملوك والوزراء‏.‏

وجد أبيه إبراهيم الصابئ هو صاحب الرسائل في أيام عضد الدولة بن بويه‏.‏

وقد تقدم ذكره في محله من هذا الكتاب‏.‏

وفيها توفي أمير الملثمين بمراكش وغيرها من بلاد المغرب الأمير أبو بكر بن عمر‏.‏

أصله من ولد تاشفين‏.‏

كان أميرًا جليلًا مجاهدًا في سبيل الله تعالى‏.‏

ركب في بعض غزواته في خمسمائة ألف مقاتل من رجال الديوان والمطوعة وكان يخطب في بلاده للدولة العباسية وكان يصفي بالناس الصلوات الخمس ويقيم الحدود ويلبس الصوف وينصف المظلوم ويعدل في الرعية وكان بين رعيته كواحد منهم‏.‏

رحمه الله تعالى‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ست أذرع وخمس أصابع وكان الوفاء في آخر أيام النسيء‏.‏

وكان مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وسبع أصابع‏.‏

ونقص في رابع بابة‏.‏

وهي سنة إحدى وثمانين وأربعمائة‏.‏

فيها توفي أحمد بن محمد بن الحسن بن الخضر الحافظ أبو طاهر الجواليقي والد أبي منصور موهوب‏.‏

كان شيخًا صالحًا متعبدًا من أهل البيولات القديمة ببغداد وكان جده صاحب دنيا واسعة‏.‏

ومات هو فجأة في شهر رجب‏.‏

وفيها توفي عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن مت بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور بن مت الحافظ شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي‏.‏

هو من ولد أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه‏.‏

سمع الكثير وروى عنه جماعة‏.‏

وكان إمامًا حافظًا بارعًا في اللغة إمام وقته‏.‏

قال المؤتمن‏:‏ وكان يدخل على الأمراء والجبابرة فما كان يبالي بهم‏.‏

ومات في ذي الحجة وقد جاوز أربعًا وثمانين سنة‏.‏

وفيها توفي محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجة أبو بكر الأبهري الأصبهاني الإمام العالم المشهور‏.‏

مات بأصبهان عن خمس وتسعين سنة وقد انتهت إليه ورياسة العلم بها‏.‏

وفيها توفي عثمان بن محمد بن عبيد الله أبو عمرو المحمي مات في صفر وكان إمامًا عالمًا مفتنًا‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وسبع عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وأربع أصابع‏.‏